الثلاثاء,أيلول 04, 2007
هل تسقط الأشجار لإرضاء الرئيس هذه الشجرة تم إسقاطها أمام بلدية ميلة احتفاء بالزيارة المرتقبة للسيد رئيس الجكهورية
الأشجار قامتها عالية، لا يطولها الذل، ترمي جذورها في الأرض لتعطينا الظل، ولذلك فالمسؤولون في مدينتنا، بالتأكيد يكرهونها، لأنها تشبه بالضبط الإنسان الحر في كل مكان، ولا سيما في هذا الوطن، كلما طال بوطنيته ناشدا الحرية، لم يسرق، لم ينهب، أحب الناس، وكره الظلم، قالوا استطال، وقسموا ظهره، تآمروا عليه حتى أسقطوه. وعندما يموت يستخسرون فيه موكب جنازة، ولو كان الأمر في أيديهم لخبؤوه في حفرة حفرتها جرافة، وأهالو عليه التراب بعدما نقلوه بشاحنات الزبالة، كما ترمى مخلفات الناس وقاذوراتهم. لكن معدن الناس هذه التربة الطيبة التي لا تنبِت منذ زمان إلا أحرارا يلدون أحرارا، ولذلك يتجمعون ويشكلون له موكبا جنائزيا يليق بمقام الشهداء الذي لا يموتون أبدا في صمت.
ضمن هذا الضجيج الذي تسببه التحضيرات لزيارة الرئيس، بمدينة ميلة الهادئة، أسقطوا هذه الشجرة وظنهم أن لا أحد سيسمع صوتها وهي تسقط سواهم، ولذلك جعلنا هذه الصورة مرثية لكل ما هو جميل في كل زيارة مسؤول كبير، هل سنعيش في مدينة تحيطها البشاعة، وأي بشاعة هي بشاعة الإنسان الذي تشوهت روحه، تقلد المسؤولية، فلم يستطع أن يتخيل نفسه إلا ربا تعالى على أن ينتمي لجنس البشر.
فكنا سنقول أهلا للرئيس بكلام جميل لو أنهم علموا الأطفال بأن شطب شجرة من الوجود جريمة، لم يعلمونا كيف نسخر طاقاتنا في غرس الأشجار لا قطعها وهي يافعة، تعطينا من ظلها وتنعش هواءنا. فهل سنعري هذه المدينة من ورودها ومن أشجارها لكي يرضى عنا السيد الرئيس.
الأخضر فنغور ( نقلا عن مدونات مكتوب)