منتدى ميلاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي علمي اجتماعي واخباري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ مبارك الميلي (ج1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 47
تاريخ التسجيل : 27/08/2007

الشيخ مبارك الميلي (ج1) Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ مبارك الميلي (ج1)   الشيخ مبارك الميلي (ج1) Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2007 1:44 pm

لامة الشيخ مبارك الميلي في الذكري الستين لوفاته

امير البيان شكيب ارسلان اعجب بكتابه التاريخي عن الجزائر والمرض اقعده عن اتمام هذا العمل الموسوعي
اغضب التيجانية عندما انتقد ممارسات الصوفية في كتابه الشرك ومظاهره واتباعه اعتبروه ناصر السلف




نبيل أحمد حلاق | 24/04/2005



الحديث عن عظيم من عظماء أيّ أمة أو علم من أعلامها، هو حديث عن ذاكرتها وتاريخها، ووصل بين حلقات الأجيال المتعاقبة فيها، يتعرّف من خلاله اللاحقُ منها علي السابق، وترث منها أسبابَ العز والمجد ، وتستأنف بزادها مسيرة الحياة.

وليس عيبا أن تتذكر أمةٌ أعلامَها ورجالَها وتجعل لذلك آثارا وعلامات، ما لم تكن تلك الذكريات مناحات قائمة علي الندب والتفجّع، وهدراً للأموال والأوقات، وتلاعباً بالتاريخ والحقائق، بل عظة وتدبرا، وتأملا في جوانب العظمة والقوة في حياتهم لغرض الاقتداء والتأسي.

والجانب المفيد في هذه الذكريات ـ كما يقول العلامة الامام محمد البشير الابراهيمي ـ أن تكون درسا لخصائص الرجال، وتجلية لمناشئ ذلك فيهم، ووضعا للأيدي علي الذخائر الخلُقية المودعة في نفوسهم الكبيرة واعلانا للميزات العالية التي كانوا بها رجالا، واذاعة لما يجهله الناس أو يغلطون فيه من موازين الرجولة أو يبخسونه من قيمها.

والعلامة الشيخ مبارك الميلي واحد من الأعلام العظام الذين تفتخر الأمة المسلمة بانتمائهم اليها، وتتشرف أرض الجزائر بانجاب أمثاله. فلقد أفني ـ رحمه الله ـ حياته كلها في خدمة أمته وبلده والدفاع عن كل ما تقوم به حياتهما وتتحقق به كرامتهما. فكان من ثَمّّ حقه علي الأجيال أن تحفظ له فضله وتذكر أعماله ومناقبه، لتكون منارا مرشدا لها ولمن سيأتي بعدها.

وهذه السطور محاولة للوقوف عند بعض المحطات الرئيسة في حياة ذلك الرجل العظيم ـ في الذكري الستين لوفاته ـ والتأمل في بعض جوانب العظمة من سيرته.



عصره وبيئته



يعتبر العصر الذي ولد ونشأ فيه الشيخ مبارك الميلي، من أظلم الحقب التي مرت بها الجزائر منذ عهود طويلة من تاريخها. ذلك لأنه قد مضي علي الاحتلال الفرنسي لها حينئذ قرابة القرن. كما أن فشل ثورات الجزائريين المتتالية ضد ذلك الاحتلال، وما تبعه من بطش وانتقام، قد بعث روحَ اليأس في الكثير منهم، وأرسي من جهة أخري قناعة قوية لدي الاحتلال بأن الجزائر صارت والي غير رجعة، قطعة من ممتلكاته وامتدادا لنفوذه وسلطانه، وقد عبّر ذلك المستعمر عن تلك القناعة بكل تحد وغرور في احتفالاته الاستفزازية بمناسبة مرور قرن علي احتلاله للبلاد.

ورغم تلك الصورة القاتمة، فقد كانت -علي الجانب الآخر منها- تلوح تباشير الأمل بميلاد جيل جديد من الجزائريين، حيث شهد زمنُ ميلاد الشيخ مبارك الميلي، ميلادَ العديد من أبناء جيل النهضة والأمل من أمثال ابن باديس والعقبي والابراهيمي والتبسي وكثير غيرهم. كما عرف أيضا حركةً علمية كانت تقوم بها جملةٌ من العلماء المصلحين من أمثال الشيوخ بن مهنا والمجاوي وبن سماية وبن الموهوب وحمدان الونيسي وغيرهم، بالاضافة الي جهود المقاومة السلمية المتمثلة في حركة الأمير خالد وغيره. غير أن تلك الحركة العلمية كانت تتم بشكل فردي وتخضع لامكانات القائمين عليها وللظروف المحيطة بهم، اذ أنَّ معظمهم كان موظفا رسميا يعمل تحت رقابة واشراف ادارة الاحتلال. وعندما عاد روادُ النهضة العلمية والاصلاحية ـ فيما بعد ـ من دراساتهم خارج الجزائر في جامعتي الزيتونة والأزهر وغيرهما، اتحدت الجهود وتوحدت الفكرة وتحدد المنهج، فدُكّت علي اثر ذلك صروحُ الجهالة والخرافات، وتهاوت أصنام الاستعمار في نفوس الجزائريين وعقولهم، فانتفضوا وأزالوها من واقعهم، وحطّموا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وذلك بثورة 1954 المباركة.



مولده ونشأته وتعلمه



ولد الشيخ مبارك بن محمد الابراهيمي الميلي في قرية أورمامن في جبال الميلية بشرق الجزائر حوالي سنة 1896. ومات والده وهو في الرابعة من عمره.

عكف منذ صغره -كغيره من الكثير من أبناء الجزائريين آنذاك- علي حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه علي يد الشيخ أحمد بن الطاهر مزهود في جامع سيدي عزوز بأولاد مبارك.

عودته الي الجزائر وأعماله فيها



بعد اتمام حفظ القرآن، رَغبَ الميلي في مواصلة مسيرة طلب العلم، فاتجه الي مدرسة الشيخ محمد ابن معنصر الشهير بالميلي ببلدة ميلة حيث مكث أربع سنوات ثم اتجه الي مدينة قسنطينة وانضم الي دروس الشيخ الامام عبد الحميد ابن باديس وأصبح من بين أعظم تلاميذه وأكثرهم انتفاعا بعلمه. غادر الميلي قسنطينة بعد ذلك الي تونس لمواصلة دراسته بـ الزيتونة حيث درس مثل شيخه ابن باديس علي أبرز شيوخها من أمثال عثمان خوجة ومحمد النخلي والصادق النيفر ومحمد بن القاضي والطاهر بن عاشور وغيرهم، ثم ليعود بعد تخرجه منها الي بلده الجزائر سنة 1925.



استقر الشيخ مبارك الميلي فور عودته الي الجزائر بمدينة قسنطينة حيث عمل مُعلما في مدرسة قرآنية عصرية تأسست في مسجد سيدي بومعزة الذي كان يقع في نفس شارع مطبعة وادارة جريدة الشيخ ابن باديس الشهاب .

فبقي في تلك المدرسة الي بداية سنة 1927 ثم غادر قسنطينة الي مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري والتي استقبله أهلها استقبالا عظيما. فقام فور وصوله اليها بتأسيس مدرسة تولي فيها الاشراف علي تعليم أبناء الجزائريين بنفسه.

تعرّف الشيخ الميلي من خلال تلك المدرسة علي بعض أبناء المدينة ورجالها الذين كانوا يؤيدون منهجه الاصلاحي ويؤازرونه في أعماله، كما تعرف أهل الأغواط بدورهم علي الميلي، فأحبّوه ورأوا فيه رجل العلم المتمكن والمتنور والمتحرر من قيود الشعوذة والخرافات السائدة بين أوساط أهل العلم في ذلك العصر.

ذاع سيط الشيخ الميلي بين سكان المدينة وعرفت مدرسته نشاطا متناميا وقبولا متزايدا لدي الشباب خاصة، كما صار نشاطه يمثل وجودا بارزا للاصلاح الذي كانت تعارضه الطرق الصوفية آنذاك، وباتت أفكاره وآراؤه محل حديث الخاص والعام في المجتمع. ولم بكن يقتصر نشاطه في تلك المدينة علي الجانب العلمي فقط، بل تجاوزه الي جوانب أخري لم تكن مألوفة ولا معروفة عن أهل العلم حينئذ مثل قيامه بتأسيس أول ناد لكرة القدم في المدينة سنة 1927.

أثار تنامي نشاط الميلي تخوف السلطات الفرنسية من الانعكاسات التي قد تنتج عن تأثيره في فئة الشباب خاصة والمجتمع عامة، فأمرته بمغادرة الأغواط بعد سنوات من العمل والنشاط. ويبدو أنَّ الطريقة التيجانية لم تكن بريئة من السعي لاثارة تلك المخاوف في أوساط ادارة الاحتلال ومن ثَمَّ استصدار قرار الابعاد النهائي.

غادر الشيخ مبارك الأغواط متجها الي بلدة بوسعادة حيث قام بالأعمال والنشاطات نفسها، الا أن حظه مع الادارة الفرنسية في تلك البلدة لم يكن أفضل من الأولي، حيث أمرته بدورها بمغادرة بوسعادة أيضا.

بعد سنوات من العمل والنشاط في قسنطينة والأغواط وبوسعادة، عاد الشيخ الميلي الي ميلة ليستأنف ما بدأه من أعمال منذ عودته من تونس، فاستقر بها وسعي بمعية بعض أعيانها الي تأسيس مسجد جامع تقام فيه الصلوات، فكان هو خطيبَه والواعظَ فيه، وقد أقيم المسجد علي جزء من بيت فسيح أهداه أحد أعيان المدينة المناصرين للاصلاح ـ محمد بن ناصف ـ الي أهل البلدة. ثم أنشأ الاصلاحيون في ميلة بقيادة الشيخ الميلي، جمعيةً باسم النادي الاسلامي فانضمت جهودُها الي ما كان يقوم به ذلك المسجد من أعمال في مجال الاصلاح. وتوسيعا لدائرة الأعمال والنشاطات فقد كوّن المسجد والنادي المذكورين جمعية أخري تحت اسم جمعية حياة الشباب .

وقد أثّرت تلك النشاطات المكثفة والمتنوعة ـ من خلال تلك المراكز العلمية ـ في الناس أيَّما تأثير، مما أدي ببعض التقارير الفرنسية آنذاك، بالاقرار بأن الشيخ مبارك الميلي كان يُقَدِّم تعليما حيًّا وواسعا. وهذا ما جلب له كغيره من زملائه من علماء الاصلاح الآخرين، سخطَ ادارة الاحتلال من جهة، والعلماء الرسميين ـ الموظفين عند الادارة الفرنسية ـ وشيوخ الطرق الصوفية من جهة أخري.



نشاطه الصحافي



ساهم الشيخ مبارك الميلي بقلمه السيال في الحياة الصحافية في الجزائر في عهده، فأظهر نشاطا بارزا فيها وكان أحدَ أبرز الطاقات التي قامت عليها الصحافة الاصلاحية بصفة خاصة، حيث كان من أول المحررين في المنتقد و الشهاب منذ أيامهما الأولي ثم في السُنة و البصائر التي تولي ادارة تحريرها بعد تخلي الشيخ الطيب العقبي عنها سنة 1935. فقد تولي ادارتها فأحسن الادارة، وأجال قلمه البليغ في ميادينها، فما قصر عن شأو، ولا كبا دون غاية... .

كانت كتابات الميلي الصحافية تصدر بامضائه الصريح تارة، وباسم البيضاوي تارة أخري، كما كان يكتب بغير امضاء أو بأسماء مستعارة تارات أخري حسب الظروف المحيطة بالحدث أو الموضوع الذي كان يتناوله. وقد نالت مساهماته الصحافية اعجاب الكثير من أهل العلم والاختصاص، حيث وصف بعضُهم عملَه الصحافي بأنه كان مملوءا قوةً وحركة ونشاطا، وأنّ أسلوبه الكتابي كان قويا في التعبير والانسجام مع دلالة أفكاره علي كفاية واضحة وتضلع ووفرة مادة.

وكانت كتاباته تدور في معظمها حول قضية عصره، ألا وهي الاصلاح الديني والاجتماعي، فكان يصوب سهامه تجاه قلاع الاستعمار من خلال الهجوم علي الخرافات التي علقت بأذهان الناس وسلوكياتهم، وبكشف أباطيل اعتقاداتهم في أدعياء التديّن من شيوخ التصوف الموالين للاحتلال. وكان ما كتبه في البصائر تحت عنوان الشرك ومظاهره في حلقات عديدة أبرز دليل علي ذلك الخط الذي رسمه لنفسه في هذا المجال. وقد تم جمع تلك الحلقات فيما بعد ونشرت في كتاب بطلب من بعض أصدقائه وقرائه سنة 1937 تحت عنوان رسالة الشرك ومظاهره .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://milev.banouta.net
 
الشيخ مبارك الميلي (ج1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ميلاف :: أخبار وسياسة :: أخبار ولاية ميلة-
انتقل الى: