منتدى ميلاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي علمي اجتماعي واخباري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سقوط بابل..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 47
تاريخ التسجيل : 27/08/2007

سقوط بابل.. Empty
مُساهمةموضوع: سقوط بابل..   سقوط بابل.. Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2007 11:44 pm

ثقافة اثرية: سقوط بابل


إشتهرت بابل بأنها قبلة العالم القديم وفاقت في شهرتها العديد من المدن العظيمة وتألقت في عهد مشرع القوانين حمورابي إلا ان عصرها الذهبي كان أيام الملك البابلي نبوخذ نصر وإشتهرت في عهده أسوار بابل العظيمة والجنائن المعلقة التي عدت من عجائب الدنيا السبع آنذاك، وقد حكم نبوخذ نصر الثاني (604-562ق.م) ولكن في السنوات 562-539ق.م، تولى الحكم بعده ملوك ضعفاء في نفس الفترة التي شهدت صعود الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، وبين ليلة وضحاها سقطت بابل عام 539ق.م بلا مقاومة تذكر، واحتلها كورش الثاني.
فما الأسباب الرئيسة التي أدت الى سقوطها بهذه الطريقة العجيبة؟
1. إشتهرت بابل بأسوارها المنيعة والعظيمة فقد كان يحيط بالمدينة سوران، السور الخارجي يتألف من ثلاثة جدران ومن الداخل يأتي أولها وهو مشيد باللبن وسمكه 7م وعلى بعد 12م يأتي الجدار الثاني المشيد بالطابوق وسمكه 7.80م ويليه جدار ثالث من الطابوق سمكه 3.30م ويبلغ طول السور 16كم.
( العدد الرابع عشر )

أما السور الداخلي فيتكون من جدارين تفصل بينهما مسافة سبعة أمتار وهما يؤلفان الإستخدامات الداخلية ويبلغ طول السور 8كم، وتستطيع عربات ذات أربعة خيول الجري فوق السور، فكيف يمكن تدمير او إختراق أسوار كهذه لو وجد العدو مقاومة عنيفة فوق الأسوار او في داخل المدينة؟.
2. إعتلى حكم بابل قبل سقوطها الملك نبونائيد أو (نبونيدس) الذي رفض عبادة الإله البابلي مردوخ نصير مدينة بابل.
وفضل عليه عبادة الإله سن أي القمر وعبده في منطقة حران وظل بعيدا عن بابل لمدة عشر سنوات في أواسط بلاد العرب في واحة تيماء!! تاركا بابل تتخبط في دينها ومواجهة أعدائها.
3. كان الكثير من الأمم ساخطة على بابل فأرادت الإنتقام منها بأن ساعدت جيش العدو ضد البابليين مثل الآشوريين فسقطت المدن التابعة لبابل بسهولة الواحدة تلو الأخرى.
4. لاشك في أن كهنة بابل وأتباع الإله مردوخ كانوا يبغضون الملك نبونائيد لأنه أهمل إلههم الرئيس وعبد إلها آخر مما جعلهم مستعدين ربما للتفاوض مع جيش العدو لإسقاط مليكهم على وفق شروط مثل رد الإعتبار للإله مردوخ ولمكانتهم الدينية.
5. لا ننسى ان قسما من اليهود وهم الذين جلبهم الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني في ما يسمى السبي البابلي لليهود، وكان من مصلحتهم التعاون مع العدو شريطة إطلاق حريتهم في العودة الى فلسطين او إختيارهم العيش ضمن الإمبراطورية الأخمينية.
6. تدهور الحياة الإقتصادية وإرتفاع الأسعار في بابل لأن صعود الدولة الفارسية الأخمينية قد حرم بلاد بابل من موارد تجارية مهمة من الأقاليم الشمالية والشرقية، فضلا عن ان الثورات في بلاد الشام حرمت بابل من تجارتها البحرية وإتساع نشاط بلاد الإغريق التجاري أثر سلبا على بابل.
7. ساد التذمر والسخط العام سكان المدن الكبيرة مثل بابل وأور والوركاء وسبار وبورسيبا بسبب غياب الملك الطويل عن مملكته وسوء الأوضاع العامة وإستغلال العدو قضية تنكر الملك للإله البابلي مردوخ لتأليب الناس ضده، جعل سكان بابل لا يهتمون ببقاء الملك او سقوطه على يد الأعداء.
8. عهد الملك الى إبنه وولي عهده وقائد جيشه (بليشاصر) بأن يتصدى لجيوش كورش الفارسية عند مدينة (أوبس) جنوب بغداد، فقتل في المعركة وكان يقود الجيش الأخميني محافظ مدينة بابل او الحاكم البابلي كوبرياس (وإسمه في المصادر البابلية كوبارو) والذي إنحاز الى جيش كورش ودخل بابل في 13 تشرين الثاني عام 539ق.م من دون مقاومة تقريبا ودخل كورش مدينة بابل بعد أيام قلائل.
ويروي هيرو دوتس المؤرخ رواية عن كيفية دخول الجيش الفارسي الى بابل، وهي ان الملك كورش جعل جيشه يجفف قاع نهر الفرات ويحويل مجراه، فسار الجيش في قاع النهر الجاف وباغت أهل المدينة التي بلغت من سعتها درجة بحيث ان الجيش لما دخلها لم يعرف ذلك أهلها الساكنون في وسطها، وذكرت رواية أخرى تقول أنه أقيم إحتفال مخطط له جعل الجند وحرس الأسوار يشربون حتى الثمالة فتم دخول بابل بسهولة.
9. وهكذا أسدل الستار على وريثة حضارات وادي الرافدين وقد حاول الإسكندر المقدوني ان يجعلها عاصمته الثانية ولكن المنية وافته، وبتأسيس عاصمة جديدة مقابل المدائن التي لم توجد بعد في ذلك الوقت، وهي سلوقيا (تل عمر حاليا) إنتقل تجار وحرفيو بابل الى العاصمة الجديدة وإنتهى عصر بابل التأريخي.
محمد علي جواد / دليل اثاري
المصدر: الكشاف الأثري في العراق.
إعداد: الدكتور قحطان رشيد صالح.
المصدر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة.
تأليف: الأستاذ طه باقر.
المصدر: حضارة العراق وآثاره.
تأليف: نيكولاس بوستفيت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://milev.banouta.net
 
سقوط بابل..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ميلاف :: علوم وثقافة :: تاريخ أحداث وشخصيات-
انتقل الى: